المنهجية الصحيحة والأفضل لتحليل قولة فلسفية لكل المجزوءات
منهجية تحليل قولة فلسفية |
الكثير من المتعلمات والمتعلمين المقبلين على امتحانات مادة الفلسفة، سواء تعلق الأمر بالامتحان الوطني الموحد أو امتحان المراقبة المستمرة، لا يجيدون الكتابة الإنشائية في امتحان الفلسفة، لذلك يتوجه مباشرة إلى مربع البحث في جوجل ويكتب "منهجية تحليل قولة فلسفية جاهزة"، فيجد نفسه أمام العديد من النتائج منها ما قد يكون مفيدا له في الامتحان، ومنها ما تكون نتائجها سلبية على نتائج الامتحان، لذلك قبل البحث على المنهجية الجاهزة لتحليل قولة فلسفية، عليك أولا التعرف على الخطوات والمهارات الضرورية في كتابة موضوع فلسفي في مادة الفلسفة.
محتويات الموضوع
- المنهجية الصحيحة والأفضل لتحليل قولة فلسفية لكل المجزوءات.
- مقدمة لتحليل قولة فلسفية (مرحلة الفهم).
- طريقة تحليل القولة الفلسفة (مرحلة التحليل).
- كيف ينبغي مناقشة أطروحة قولة فلسفية (مرحلة المناقشة).
- خلاصة تحليل القولة الفلسفة (مرحلة التركيب).
- خاتمة.
مقدمة لتحليل قولة فلسفية (مرحلة الفهم)
عندما يستعصي على العديد من المتعلمين والمتعلمات الغوص في الكتابة الانشائية، عند تحليلهم لقولة فلسفية، كثيرا ما يلجؤون إلى البحث من مقدمات جاهزة لتحليل قولة فلسفية في مجزوءة السياسة مثلا، لكن مادام أنهم لا يعرفون طريقة صياغة مقدمة للموضوع وفق الخطوات المنهجية، فإن ذلك يترتب عنه اعتماد مقدمات قد يكون ضرها أكثر من نفعها، لذلك قبل اعتماد منهجية جاهزة لتحليل قولة فلسفية، أو اعتمادة مقدمة جاهزة للقولة الفلسفية، عليك أن تتعرف على خطوات كتابة مقدمة لموضوع القولة الفلسفية، وهي التي نوجزها فيما يأتي:
شاهد أيضا
- إدراك موضوع القولة: بمعنى يجب على المتعلم أن يحدد أولا موضوع القولة، بمعنى ربطها بإطارها النظري العام، ويحيل الموضوع ضمن البرنامج الدراسي على المفهوم، لكن المفضل قول موضوع بدل مفهوم.
- عملية التأطير: وتكون عملية التأطير إنطلاقا من نقطتين: تأطير الموضوع ضمن سياقه التاريخي، بمعنى محاولة تحديد الفترة التاريخية التي أثارت ذلك الموضوع، ثم تأطيره ضمن المجال الفلسفي، ويحيل المجال في البرنامج على المجزوءات، وعوض أن نقول مثلا مجزوءة الوضع البشري، من الأفضل أن نقول بدلا من ذلك مجال الوضع البشري.
- إدراك قضية أو إشكالية القولة: بمعنى تحديد القضية الجوهرية والاشكالية الضمنية التي تثيرها بشكل ضمني القولة الفلسفية موضوع التحليل، وغالبا وليس دائما، ما تكون هذه القضية أو الاشكالية مرادفة لأحد عناوين المحاور في البرنامج الدراسي، وبالتالي إذا كان الأمر كذلك، فمن الأفضل كتابة قضية أو إشكالية هوية الشخص بدلا من محور هوية الشخص.
- صياغة المفارقة:التعبير عن القضية أو الاشكالية الضمنية في شكل مفارقة، بمعنى يجب توضيح ذلك التناقض والإحراج الذي تطرحه القضية الضمنية في القولة، فذلك التناقض هو الذي جعلها منها قضية فلسفية. اقرأ الملاحظة الهامة.
- طرح التساؤلات:التعبير عن إشكالية القولة وصياغتها صياغة استفهامية، وذلك على شكل تساؤلات دقيقة وواضحة ومرتبة ترتيبا منطقيا، تنقل الاشكالية من العام إلى الخاص، بمعنى طرح أسئلة مركزية وأخرى فرعية.
ملاحظات هامة: إن العديد من المتعلمين يتساءلون حول ما إذا كان من الضروري التطرق للمفارقة أثناء تحليل قولة فلسفية، فالمفارقة حاضرة في جميع صيغ الكتابة الفلسفية (قولة، نص، سؤال)، فالمفارقة هي التي جعلت من القضية إشكالا فلسفيا، ثم أن العديد من المتعلمين يعبرون عن المفارقة بالصيغة التالية مثلا: "من الفلاسفة من يرى أن الشخص حر، ومنهم من يرى أنه خاضع للضرورة"، في واقع الأمر أن تلك ليست مفارقة بقدر ما هي خلاصة لمعالجة القضية، في حين أن التعبير الصحيح في صياغة المفارقة هو عندما نحاول الكشف عن التناقض أو الاحراج في القضية، فنقول مثلا: "إن الإنسان يشعر بأنه يتصرف ويقرر وفق إرادته الحرة، إلا أنه في العديد من الأوضاع يشعر بأنه ليس كذلك".
طريقة تحليل القولة الفلسفية (مرحلة التحليل)
إن تحليل قولة فلسفية لا يتم بطريقة عشوائية، بل لا بد من الإلتزام بخطوات محددة أثناء عملية التحليل، وويمكن حصر هذه الخطوات في ثلاث أساسية، وهي تحديد الأطروحة وشرحها، ثم المفاهيم المركزية في القولة، وبعدها الوقوف عن الحجاج، فما دون هذه الخطوات الثلاث فهي مجرد أمور ثانوية تدخل في إطار البناء والترابط المنطقي للأفكار، وفيما يأتي سنحاول توضيح كل خطوة على حدى:
- شرح أطروحة القولة: إن كل قولة فلسفية فهي في حد ذاتها تمثل أطروحة، لكن ليس مقبولا أن نعيد كتابة القولة كأطروحة حرفيا، وإنما علينا صياغتها بأسلوب خاص، ثم بعد ذلك، العمل على شرح أفكارها وتوضيحها.
- استخراج مفاهيم القولة: إن الاشتغال على البنية المفاهيمية للقولة، يكون من خلال الوقوف عند نقطتين مهمتين، الأولى: هي تحديد دلالة المفاهيم المركزية في القولة وشرحها، خاصة تلك التي لها علاقة وطيدة بمضمون الأطروحة، ويكون ذلك الشرح بحسب سياقها داخل القولة، مع إمكانية استدعاء مفاهيم أخرى غير مصرح بها في القولة، ثم ثانيا: ينبغي الكشف عن طبيعة العلاقة بين هذه المفاهيم، وتوضيح علاقتها بالأطروحة المركزية، ودائما ما لا تخرج هذه العلاقة عن مضمونة الأطروحة.
- البنية الحجاجية للقولة الفلسفية: إن الاشتغال على البنية الحجاجية للقولة، معناه الوقوف عند الأساليب الحجاجية الموظفة في تلك القولة، ومادام أن حجم القولة قد يكون صغيرا، وبالتالي ستكون الأساليب الحجاجية شبه منعدمة، ومن هنا إمكانية دعم أطروحة القولة وتعزيز بنيتها الاستدلالية بحجج مفترضة، من قبيل استشهادات، أمثلة من الواقع المعيش، أقوال الفلاسفة والمفكرين...، ويجب ربط هذه الأساليب الحجاجية بالأفكار التي تسعى الأطروحة إلى إثباتها أو نفيها.
كيف ينبغي مناقشة أطروحة القولة الفلسفية؟ (مرحلة المناقشة)
إذا كانت مرحلة التحليل (الجزء الأول من العرض) تفرض علينا نسبيا الانصات إلى مكونات وأفكار القولة التي تمثل موضوعا لذلك، فمن خلال مرحلة المناقشة (الجزء الثاني من العرض) نسعى إلى إدراك مدى قدرة المتعلم على الحكم على أطروحة القولة، وغالبا ماتكون طبيعة السؤال أو المطلب المرافق للقولة، هو الذي يحدد مقتضيات ومتطلبات مرحلة المناقشة، ففي هذه المرحلة يجب إخضاع الأطروحة للفحص والتقييم والنقد، وذلك من خلال مساءلة منطلقاتها ونتائجها، مع ضرورة إبراز قيمتها وحدودها، وفتح إمكانات أخرى للتفكير في الاشكالية، ويمكن التمييز في المناقشة بين نوعين:
- المناقشة الداخلية: وفي هذه الخطوة يجب على التلميذة أو التلميذ إبراز مدى قيمة أطروحة القولة، بمعنى الكشف عن الفرضيات الضمنية التي تقوم عليها القولة، والتي تجعل منها نافذة لفهم واستيعاب ظواهر وأوضاع معينة، وذلك من أجل الكشف عن مدى قوتها وقدرتها على الاقناع، وذلك مع امكانية الاستئناس والانفتاح على مواقف فلسفية تتوافق مع أفكار الأطروحة، وإبراز في نفس الآن حدود ونقط ضعف الأطروحة، تمهيدا للإنفتاح على المناقشة الخارجية.
- المناقشة الخارجية: يجب على المتعلم في هذه الخطوة الانفتاح على إمكانات أخرى (مواقف فلسفية) للتفكير في الاشكال المطروح، بمعنى استدعاء مواقف فلسفية تقدم أطروحات بصدد نفس الاشكال لكن من زوايا مختلفة.
- ويمكن أن ننهي مرحلة المناقشة باستنتاج جزئي نقدي تقويمي يبرز تقاطعاتها واختلافاتها كذلك.
خلاصة تحليل قولة فلسفية (مرحلة التركيب)
تمثل مرحلة التركيب هي المرحلة الأخيرة في الكتابة الفلسفية أثناء تحليل قولة فلسفية، ويمثل خلاصة للموضوع مع الكشف عن الصعوبات التي تطرحها القضية الإشكالية، ويمكن حصر الخطوات التي ينبيغي اتباعها عند صياغة مرحلة التركيب فيما يلي:
- خلاصة للموضوع: ويكون عبارة عن خلاصة للأفكار الأساسية في التحليل والمناقشة، من خلال ربطها بالإشكال المركزي في الموضوع.
- بناء الرأي الشخصي: يجب على المتعلم الادلاء بالرأي الشخصي في النقاش المطروح، بمعنى عليه أن يحاول تقديم حل للإشكالية، وعليه هنا أن يتفادى مجموعة من الأمور، من أهمها: عدم استعمال عبارات من قبيل أنا أتفق مع الفيلسوف أو أخذ فكرة فيلسوف معين ونسبها له.
- الانفتاح والرهانات: في هذه الخطوة يجب على المتعلم التعبير على نتائج التحليل والمناقشة في تساؤلات إشكالية نقدية تغني وتعمق البحث والتفكير في الموضوع مع فتح آفاق جديدة للتفكير في الاشكال.
خاتمة
إن أغلب المتعلمين يبحثون عن منهجيات جاهزة لتحليل قولة فلسفية لمجزوءة معينة، وللأسف هذا الأمر لا يستصاغ، لأن هناك منهجية واحدة لتحليل القولة صالحة لجميع المجزوءات، وبالتالي عليك أن تفهم خطوات التحليل بشكل جيد من أجل استثمراها في تحليلك لموضوع فلسفي، ولا يوفتني هنا أن أذكر بأن ضبطك لهذه الخطوات واتقانها سيسمح لك بالحصول على نقطة 17 من 20، ذلك لأن هناك ثلاث نقط أخرى تخص الجوانب الشكلية، نقطة تخص سلامة الخط، ونقطة لسلامة اللغة، ثم نقطة للبناء المنطقي للموضوع.
اقرأ المزيد