تعرف على النصائح المهمة في تربية طفلك
نصائح في تربية الطفل |
إن التفكير في تقديم هذه النصائح المهمة والأساسية في تربية الطفل، ليست وليدة الفراغ، وإنما هناك مجموعة من الدواعي التي دفعت إلى التفكير في ذلك، فالمجتمعات اليوم عامة والعربية خاصة، تعيش نوعا من الأزمة الأخلاقية، وهي أزمة تتداخل فيها مجموعة من الأسباب أهمها الأسرة، وعندما نقول الأسرة فإننا نقصد الأبوين بالدرجة الأولى، لكن تربية الطفل من طرف الأبوين تعترضه مجموعة من الصعوبات، والسبب في ذلك هو جهل الأسرة بشخصية الطفل، وجهلها كذلك بطرق التعامل مع الأطفال، فهذا يجعل بعض الأسر تعيش جحيما مع أبنائها، لأنها لم تجد السبيل المناسب لتربيتهم، لذلك سنحاول هنا أن نتعرف على أنواع شخصيات الأطفال، وكيفية التعامل مع هذه الشخصيات من أجل إنتاج شخص سوي في المستقبل، وذلك ما من شأنه أن يساعد على تجاوز الأزمة الأخلاقية التي تعيشها المجتمعات.
محتويات الموضوع
- نصائح مهمة في تربية طفلك.
- أنواع الأطفال.
- أشياء تدمر شخصية الطفل.
- نصائح تربوية مهمة لطفلك.
أنواع الأطفال
إن النجاح في تربية الطفل تربية حسنة، ليس هدفا سهل المنال، وبالتاللي لا بد من التعرف على أنواع الأطفال، من أجل التمكن من اختيار الطريقة المناسبة للتعامل مع طفلك، فإذا لم تعرف شخصية طفلك فإن الطرق المستعملة قد تكون عكس ما ينبغي التعامل به، وبالتالي فعوض تربيته تربية حسنة، فإن ذلك قد يؤدي إلى ضياع طفلك، وفساد أخلاقه، وربما تتساءل الأن، كيف سأتمكن من معرفة شخصيتي طفلي؟ أو كيف سأتمكن من معرفة النوع الذي هو عليه طفلي؟، إن ذلك أمر بسيط جدا، فهو فقط يقتضي التقرب من الطفل قليلا، ومراقبة سلوكاته، لأن السلوك هو أوضح تعبير عن ما يعيش الطفل في داخله، إذن السلوك سبيل لتحديد شخصية الطفل، وأنواع الأطفال متعددة وكثيرة، منها العصبي والخجول والعنيد وغيرها، وفيما يأتي سنحاول الوقوف عند الكثير من أنواع الأطفال.
الطفل العصبي
عندما تلاحظ أو تلاحظي أن طفلك يلهو بأصابعه، كأن يمصها مثلا، أو يقضم الأظافر، أو من الممكن أن يكون طفلا عنيدا يصر على تقبل رأيه، ويعمل حركات لا يشعر بها هو بذاته، مثل تحريك الفم أو الأذن أو الرقبة، أو الرجل وهزها بشكل متواصل، أو البكاء والصراخ بصورة دائمة في حالة عدم تلبية حاجاته ومطالبه، ثم المشاجرة المستمرة مع أقرانه من الأطفال، كل ذلك بمثابة مظاهر للطفل العصبي.
الطفل سهل الطباع
عندما يكون الطفل هادئا في أغلب الوقت، فهو نوع من الأطفال يعرف بالطفل اللين أو سهل الطباع، ومزاجه يتسم بالتحسن ويستطيع التكيف على اي ظروف، وهو سهل الإقناع، وقادر على خوض التجارب الجديدة، إذا كان ابنك بهذه السلوكات فهو طفل سهل الطباع.
الطفل صعب الطباع
إذا كان طفلك نشيط للغاية وتظهر عليه علامات الإفراط في الحركة واللعب طوال الوقت، فالأطفال المفرطون في الحركة قد يبدون ميولا للعنف أكثر من أقرانهم، وفي الأغلب لا يوجد لهذا النوع من الأطفال أوقات ثابتة في تناول الطعام والنوم، وقد يمثل عدم انتظام النوم أو قلته سببا مباشرا في الإرهاق لدى الطفل، وبالتالي قد تظهر عليه نوبات من الغضب اتجاه الآخرين، وبالتالي يكون من السهل إغضابه من طرف الآخرين، وأحيانا معظم هؤلاء الأطفال يحبون أن يكونوا محور اهتمام من طرف الأخرين، ولا يرغبون في تكوين صدقات جديدة، وإذا كان طفلك من هذا النوع، فهو طفل صعب الطباع.
الطفل العدواني
في الأغلب ما يكون طفلك يرد الضرب بالضرب، فهذا دليل على أنه طفل عدواني، وبالتالي تجنبي أن تعلمي طفلك رد الضرب بالضرب، لأنه هذا من شأنه أن يجعله عدوانيا، وفي هذه الحالة لن تتمكني أنت من السيطرة عليه لأنه لم يعد يحترم أي قانون أو نظام، وقد ينعكس هذا عليه في تعامله معك أو مع إخوته في المنزل.
الطفل الخجول
إذا كان طفلك عادة ما لا يهتم بما يحدث، ودائما يتكلم بصوت منخفض، وغالبا ما يكون مترددا ومتحفظا، يستمتع بالنشاطات الفردية التي لا يشاركه فيها أحد، فهذا الطفل من نوع الأطفال الخجولين، وهو في الأغلب ما يفضل الانفراد بنفسه وعدم مخالطة الآخرين حتى لا يتعرض للإحراج أمامهم، أو خوفا من تهميشه وعدم الاهتمام به، وغالبا ما يشعر أنه غير مهم بالنسبة لوالديه وعائلته، وهذا ما يزيد من انطوائه على نفسه.
الطفل الحذر
إذا كان طفلك من النوع الذي يستفز بسرعة وله ردود أفعال بالخوف الفجائي من أمر لا يستدعي ذلك، فهو طفل من نوع الأطفال الحذرين، وغالباهذا النوع من الأطفال نشأ في بيئة لم توفر له الحماية والدعم النفسي، وبالتالي فهو يكون حذرا وبالتالي يقلق من تكوين الصدقات الجديدة، بل أحيانا تغلب عليه العدوانية والدفاعية.
الطفل الفضولي
إن العديد من الأطفال يرغبون في معرفة كل الأشياء والأمور التي تدور حولهم، وبذلك يطرحون الكثير من الأسئلة على الأهل والمدرسين لإرضاء فضولهم وإشباعه، وهذا يعد دليلا واضحا على الذكاء والموهبة مقارنة بأقرانهم من الأطفال، وهي موهبة يفضل أن تنمي وتشبع عند الأطفال بطرق عدة منها: اصطحاب الطفل للقراءة في المكتبات، والمتاحف المحلية، وحدائق الحيوانات، والمراكز التي تهتم بالطبيعة، وغيرها من مصادر المعرفة التي تشجع وتنمي التعلم لدى الطفل.
الطفل المبدع
إن خير علامات الذكاء والإبداع عند الأطفال هي غرف النوم وأماكن اللعب، فغرف النوم أو مساحات اللعب غير المنظمة عند الأطفال تعتبر دليلا الذكاء الخارق الذي يتمتع به الطفل، لأن المكاتب الفوضوية كانت أحد القواسم المشتركة بين العديد من العلماء، مثل مارك توين، ومارك زوكربيرج، ووألبيرت اينشتاين وغيرهم من العلماء والأشخاص البالغين الذين يعرفون أن الإبداع يولد الفوضى.
الطفل العنيد
إذا كان طفلك من النوع الذي لا يستجيب للأوامر والطلبات، فهو طفل عنيد، وهذا النوع من الأطفال تكون لديه الرغبة في تحدي طلبات وأوامر الآخرين وعدم تنفيذها، الطفل العنيد لا يقلد أحدا، ولا يرغب في أن يكون مثل أحد، ويتميز بالإعتماد على النفس، وهذا أمر جيد، لأنه من أهم علامات الشخصية القيادية، فأنت كأم تملكين شخصية مستقلة لا تشبه في تفكيرها ورغباتها وطموحها أحدا.
الطفل المخرب والفوضوي
إذا كان طفلك في الأغلب يتحدى من هم أكبر منه سنا، ويسبب لهم نوعا من الشعور بالفشل وخيبة الأمل، فهو يعتبر طفلا مخربا وفوضويا، وفي الأغلب يكون هذا الطفل مقلدا للأفلام والبرامج العنيفة ويطبقها على الواقع ويتصف بالفوضى محاولا جذب من حوله بكثرة كلامه أو تصرفاته التخريبية أو الحركة الزائدة، يميل للإستهتار والتكسير، لذلك ينصح المتخصصون بتقليل ساعات مشاهدة التلفزيون للأطفال، لأن الإفراط في مشاهدة التلفاز قد أدى إلى ارتفاع معدلات العنف بين المراهقين، انتشار السمنة بين الأطفال، وأدى كذلك إلى النشاط الزائد، فالجميع يتهم التلفزيون بكل المشاكل التي تعيشها الأسر اليوم مع أطفالها، فمشاهدة التلفزيون لمدة طويلة يعوق انخراط الأطفال في أنشطة طبيعية لتفريغ طاقاتهم من قبيل اللعب وممارسة الرياضة.
أشياء تدمر شخصية الطفل
إن العديد من التصرفات التي تصدر عن الأبوين قد تؤدي إلى تدمير شخصية الطفل، لكن الأبوين يجهلون هذا الأمر كما يجهلون هذه السلوكات التي تصدر منهم كثيرا وبطريقة عفوية، من أهمها هو الصراخ، فالصراخ أخطر على نفسية الطفل من أي سلوك عقابي آخر، فهو يمثل إهانة للطفل ومس بكرامته، وبالتالي يؤدي إلى تحطيم معنوياته، والتشكيك في قدراته، وسحب للثقة بالنفس، وتدمير للعلاقة الإنسانية بين الطرفين، فالصراخ وهو المدمر الذي معه تأتي باقي المدمرات، بالإضافة إلى الصراخ يلجأ بعض الأبوين أو المربين إلى إسكات الطفل بالقوة وعدم الاستماع له والسماح له بالتعبير عن غضبه، فهذا قد يتسبب في تولد غضب مكتوم داخل نفسه، ثم هناك سلوكات أخرى متعددة من قبيل اللوم، الضرب، الانتقاد، السب، الشتم، السخرية والاستهزاء، وعدم الوثوق بقدراته، فكل ذلك قد يربي في الطفل نوعا من الحقد والكراهية تجاه الآخرين وتجاه الواقع المحيط به، وبالتالي ينتج عن ذلك سلوكات تتسم بالعدوانية أو الانطواء.
نصائح تربوية مهمة لطفلك
على الأبوين أو المربين اعتماد مجموعة من السلوكات التي من شأنها أن تساعد الطفل على الإنسجام مع الواقع والآخرين، وأن تجعل منه شخصية سوية، وغير عدوانية أو عنيدة أو عنيفة، لذلك سنحاول أن نقدم مجموعة من النصائح التربوية المهمة في تربية الطفل، التي من شانها أن تساعد على ذلك أهمها:
- دائما ما ينبغي تشجيع الطفل على إخبارنا بكل ما يحصل معه، حتى لو كان هو الطرف الأضعف، لأنه إن أخفى الاعتداء الذي قد يتعرض له سيزيد الأمر سوء، وبالتالي سيصبح من الصعب لاحقا حل الموضوع.
- دائما ما ينبغي للأبوين أن يختاروا لطفلهم أعمالا تكون له القدرة والطاقة للقيام بها، وبعد النجاح في ذلك، يجب امتداح فعله ونجاحه، ثم بعدها اختر له اعمالا أكثر صعوبة بقليل وسوف يؤيدها بنجاح إن شاء الله.
- ضرورة الإنصات للأطفال، فالساعات التي تقضيها في الانصات لأبنائك، تختصر سنوات من سوء الفهم الناتج عن سوء الاستماع والانصات، بل إن التأثير النفسي في الأبناء بالاستماع والانصات، لا يعدله أي تأثير آخر.
- ينبغي على الوالدين تعويد الأبناء منذ الصغر على ترتيب غرفهم وألعابهم وأغراضهم الخاصة، من أجل تشجيعهم على تحمل المسؤولية
- يجب على الأبوين دائما اصطحاب أولادهم إلى مجالس العلم ورياض الذكر، لأن ذلك يبني فيهم حب العلم والعلماء، ويرشد أمنياتهم في الحياة.
- لا يجب على الأبوين أن يدعوا على الأبناء ولا أن يحقروهم ولا يهونيهم يا غبي يا.. فعندما يغضب الأباء على أبنائهم عليم بالدعاء لهم بالهداية والصلاح
- عليك كمربي أو كأم أو أب أن تجعل ابنك يستحيي منك بحسن معاملتك معه، ولا تخفه، لأن الحياء خير من الخوف وشعبة من شعب الايمان، أما الخوف فهو طريق نحو الجبن والإنطواء.
- يجب على الأم أن تتكلم عن الأب بكلام جيد أمام الأبناء مهما كان شعورها، ونفس الأمر بالنسبة للأب، فالأبوان هما القدوة ومصدر الأمان للأبناء.