ملخص كتاب دراسات في الفلسفة المعاصرة لزكريا ابراهيم
![]() |
مميزات الفلسفة المعاصرة |
يعتبر كتاب دراسات في الفلسفة المعاصرة لصاحبه زكريا إبراهيم، من أهم الكتب المفيدة في إغناء الساحة الفكرية العربية، خاصة فيما يخص الفكر الفلسفي المعاصر، سنحاول لاحقا توفير لكم الكتاب من أجل تحميله بصيغة PDF، لكننا اليوم سنحاول فقط تقديم ملخص من جزء من الكتاب، بحيث يتحدث فيه زكريا إبراهيم هن المميزات العامة التي تتميز بها الفلسفة المعاصرة، بمعنى أن الفكر الفلسفية المعاصر له خصائص ومميزات تميزه عن الفكر الفلسفي عبر تاريخ الفلسفة، قد يبدو الأمر لطكم للوهلة الأولى أمر صعب جدا، لأن تحديد الخصائص المشتركة بين العديد من الفلاسفة المعاصرين يقتضي الكثير من الجهد والتدقيق، لأن تعدد المذاهب الفلسفية المعاصرة هو ما يجعل الأمر يبدو شبه مستحيل، لكن قد يبدوا بعد قراءة الملخص أن زكريا إبراهيم أفلح نسبيا في ذلك الأمر.
محتويات الموضوع
- المميزات العامة للفلسفة المعاصرة.
- الخاصية الأولى : خاصية التحليل.
- الخاصية الثانية: خاصية التعقيد.
- الخاصية الثالثة: خاصية العودة إلى الواقع.
- الخاصية الرابعة: خاصية العودة إلى الإنسان.
- الخاصية الخامسة: الإهتمام بمشكل القيم ومصير الإنسان.
- الخاصية السادسة: غياب المذاهب في الفكر الفلسفي المعاصر.
- الخاصية السابعة: خاصية إعادة بناء العقل في الفكر الفلسفي المعاصر.
- ملاحظة مهمة.
المميزات العامة للفلسفة المعاصرة
لا يمكن الجزم منذ البداية بأن هناك مميزات وسمات مشتركة بين كل المذاهب الفكرية الفلسفية المعاصرة، ولكن لا بد من محاولة استخلاص الروح العامة لتلك الفلسفة على ضوء أوجه التشابه الموجودة بين المذاهب المتعددة في الفكر الفلسفي المعاصر، إننا نعترف بصعوبة المحاولة، لكن هذا لا يمنع من أن نقوم بها، ليس حبا في المغامرة، وإنما سعيا خلف استنباط الخصائص العامة والمشتركة بين المذاهب الفكرية المعاصرة والتي تميزها عن باقي مراحل الفكر الفلسفي عبر التاريخ، وفيما يلي نعمل على سرد أهم المميزات التي اعتقدنا أنها مشتركة بين الفكر الفلسفي المعاصر، وقد تمكنا من تحديد هذه المميزات أو الخصائص في سبعة تبدو في نظرنا أساسية ومهمة.
شاهد أيضا
الخاصية الأولى : خاصية التحليل
عرف القرن العشرين ظهور نزعات تحليلية، اهتم دعاتها بالمنهج، بحيث كانوا يحرصون على الدقة، ويتوخون الفصاحة الذهنية، فسواء تعلق الأمر بتحليل اللغة والمعاني والرموز، أو تحليل وقائع الشعور ومواقف الحياة الإنسانية، فإن الفيلسوف في كلتا الحالتين يحذر كل الحذر من إقامة مذاهب مثالية مطلقة، أو أنظمة فكرية جامدة، ومن هنا نجد أغلب الفلسفات التي جاءت لعد الفلسفة الهيجيلية، كانت بمثابة ضربة قوية من اجل تجاوز الميثالية الهيجيلية، فالفلسفة المعاصرة أقامت ثورة على المطلق، وتجاوزت مبدأ التوحيد بين الفكر والواقع، وهذا ما نجده قابعا في فلسفة هيجل، لذلك نجد مؤرخي الفلسفة المعاصرة يعتبرون بأن جوهر الفلسفة المعاصرة هو مجرد ثورة على فلسفة هيجل.
الخاصية الثانية: خاصية التعقيد
إذا كان الفرنسي رونيه ديكارت قد رفع شعار البساطة والوضوح كمعيار لصدق الفكرة، فإن وايتهد بصفته فيلسوفا معاصرا، اعتبر الفكرة البسيطة المستقلة عن غيرها من الأفكار هي وفكرة زائفة، وهذا لا يعني أن الفكرة البسيطة لا معنى ولا دلالة لها فقط، وإنما لا وجود لها بثاتا، ويمكن أن نلمس هذه الثورة على معيار البساطة في الأقوال الفلسفية التالية: يقول وايتهد "إن الدقة محض زيف"، ويقول لودفيج فيتجنشتاين "إن كل الألفاظ غامضة"، ويقول الفيلسوف الألماني مارتن هايدجر "إن سائر الصيغ هي مجرد مخاطرات فكرية"، إن هذه الثورة على البساطة والوضوح جاءت نتيجة ملاحظة الفلاسفة المعاصرين بأن "الواقع معقد"، وأن "المبادئ متعددة"، وأن "الحقيقة ملتبسة"، فالفيلسوف المعاصر لا يعشق التعقيد فقط، بل الواقع هو من يحتم عليه ذلك، لأنه في نظره، لو كانت الحقائق الواقعية والتجريبية واضحة وبسيطة، لكان من السهل عليه أن يصوغها في قوالب محددة ومبادئ واضحة أو أفكاربسيطة، لكنه على العكس من ذلك، هي حقائق غامضة ومتناقضة، فليس على الفيلسوف سوى الإعتراف بهذا التعقيد الذي يحكم حتى حياتنا العادية.
الخاصية الثالثة: خاصية العودة إلى الواقع
عرف القرن العشرين اتجاه آخر غير الاتجاه المثالي الذي عرفه القرن التاسع عشر، فالقرن العشرين هو قرن الوقوف على العيني والملموس باسثناء بعض الفلاسفة الميثاليين، مثل برانشفيك والكانطيين الجدد، ويظهر الطابع الواقعي للفلسفة المعاصرة خاصة مع أنصار النزعة الحيوية وفلاسفة المادية ودعاة الوجودية وغيرهم، وبالتالي انتهاء عصر القول بالوحدة أمثال ألكسندر وكروتشه، وإذا صادفنا أقوال مثل التي تقول أن بعض الماركسيين هم من أنصار الواحدية، فإن الإجابة ستكون بأن هؤلاء ينتمون إلى عصر القرن التاسع عشر، وإذا ما تم غض الطرف عن هذه الاستثناءات فإنه يمكن القول بأن الفلسفة المعاصرة أصبحت تتجاوز التفسير عن طريق مبدأ واحد ميثافيزقي (مادي وعقلي) للوجود، إلى تفسير الوجود بمبادئ متعددة، إضافة إلى هذا، فإننا لم نعد في الفلسفة المعاصرة أمام فلسفة واحدة وغنما هناك فلسفات مختلفة ومتعددة.
الخاصية الرابعة: خاصية العودة إلى الإنسان
بعدما انساب الفلاسفة وراء البحث عن المطلق في تاريخ الفكر الفلسفي، حدث نوع من النسيان للإنسان نفسه، هذا الانسان الذي انصهر مع الظواهر الطبيعية، واصبح جزء منها بعد مجيء العلوم الإنسانية، التي أرادت أن تتبنى المنهج التجريبي،لكن في المرحلة المعاصرة سيدرك الإنسان بأنه ليس موضوعا ولا شيئا يفسر بقوانين المادة، وإنما هو عبارة عن ذات، هذه الذات التي اصبحت إشكالا مطروحا بين ايدي الفلاسفة في القرن العشرين، لذلك يقول ماكس شيلر: "إن ما يميز العصر الذي نعيش فيه، هو أن الإنسان قد أصبح إشكالا مستمرا بالنسبة إلى نفسه".
الخاصية الخامسة: الإهتمام بمشكل القيم ومصير الإنسان
بعدما أعطى الفلاسفة في القرن العشرين الأولوية للإنسان، فقد كان من الضروري أن تحتل مشكلة القيم مركز الصدارة في البحث الفلسفي، بالإضافة إلى ذلك، فإن التقدم الذي أحرزه العلم الآلي مؤخرا، دفع الفلاسفة المعاصرين إلى التفكير في مصير الإنسانية والعمل على إنقاذ قيمه، والإهتمام بتحقيق خلاص البشرية نفسها، وقد كان لمجيء الحرب العالمية الثانية، دورا هاما في تحوير الإهتمام الإنساني نحو القيم، فقد خلقت هذه الحرب العالمية، جيلا جديدا من الشباب المتمرد، نتيجة الاكتواء بويلات الإحتلال والاعتقال والتشريد والمقاومة، مما دفعهم إلى التساؤل حول مصيرهم ودلالة قيمهم، كل ذلك كان علة لبداية الإهتمام بمشكل القيم ومصير الإنسان.
الخاصية السادسة: غياب المذاهب في الفكر الفلسفي المعاصر
إن اهتمام فيلسوف القرن العشرين (المعاصر)، لم يعد ينصب على إقامة مذاهب قائمة بذاتها، وإنما أصبح يوجه كل اهتمامه اتجاه موضوع الإنسان، فالفيلسوف المعاصر هو ذلك الإنسان المتسائل الذي يعرف أن الحقائق متنافرة، وإن كانت في الوقت ذاته متماسكة، فالفيلسوف المعاصر، يأخذ على عاتقه مهمة صعبة جدا، وهي مهمة قول الحقيقة في حدود ما يعرف وألا يخفي شيئا مما يعرف.
الخاصية السابعة: خاصية إعادة بناء العقل في الفكر الفلسفي المعاصر
لم تعد الفلسفة في القرن العشرين لها رغبة في منافسة العلم، كما لم تعد لها رغبة في تكوين نسق كلي وشامل يتألف من مجموع نتائج العلوم الجزئية...، بل أصبحت ترغب في إعادة بناء العقل على ضوء فهمها لدوره في المعرفة وإدراكها للمناهج التي اصطنعها في مضمار العلوم المختلفة من طبيعية ورياضية وإنسانية، ونجد هذه المحاولة واضحة المعالم في إعادة بناء العقل مع الفيلسوف الألماني إدموند هوسرل في دراسته حول أزمة العلم المعاصر.
ملاحظة مهمة
إن ما قدمناه في هذه المقالة ليس هو ما كتبه الأستاذ زكريا إبراهيم حرفيا في كتابه دراسات في الفلسفة المعاصرة، وإنما هو عبارة عن ملخص لما جاء في الفقرة الخاصة بالمميزات العامة للفلسفة المعاصرة، وهذا الملخص قام به أحد الطلب اجتهادا منه، وسعيا بذلك في نفس الوقت إلى مشاركة المعرفة مع باقي القراء، وبالتالي إذا كانت هناك أية أخطاء فكرية أو لغوية، فربما تعود إلى سوء فهم الطالب لما أراد أن يقوله زكريا إبراهيم، ثم أنه إذا وجدت أية أخطاء إملائية فربما وقعت سهوا بسبب التعب أثناء تدوين هذه المقالة من أجل نشرها، بمعنى ربما أن الطالب لا يتحمل مشكلة الأخطاء الإملائية، نتمنى أن يكون هذا العمل قد راق لكم.
اقرأ المزيد